الكثير منا لا يقتنع بأن الرؤى والاحلام علم ويصفة بالخرافات و فى الجزء الثالث اليوم نتحدث عن أن القران الكريم وهو أساس الاسلام اهتم بهذا الموضوع اهتماما شديدا ومن ذلك
والرؤيا الصادقة قد يراها المسلم، أو الفاسق، أو الكافر. وقد تدل على معانٍ طيبة عند بعض من لا يدينون بالإسلام أو لا يلتزمون بتعاليمه من ذوي الأخلاق القويمة والطباع المستقيمة؛ لحكمة يعلمها الرحمن الرحيم، الحكم العدل، ولعلهم يهتدون.
ف عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن هذه الآية: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (64) سورة يونس، قال: (هي الرؤيا يراها العبد أو ترى له). ومن أهم مواضيع الرؤى فى القران
1- قصة خليل الله إبراهيم – عليه السلام – وما حوت عليه من الحكم والفوائد كما في سورة الصافات (99-111)، تجد أنها تتحدث عن رؤيا إبراهيم عليه السلام في ذبح ابنه إسماعيل بقوله: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}، ورؤى الأنبياء وحي وحق كما بينه أهل العلم، فأسرع نبي الله عليه الصلاة والسلام لتنفيذ ما أمر به حتى أمره ربه بقوله: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
2- يوسف عليه السلام وكيف أن الرؤى والمنامات كان لها دور كبير في حياته منذ صغره حين رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر سجوداً بين يديه، فقصها على أبيه نبي الله تعالى يعقوب عليه السلام فقال له عندها: {لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا} وبدأت مسيرة القصة وفصولها ومكائدها إلى أن قال يوسف عليه السلام في آخر مطاف القصة: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}،
ثم في خضم هذه الأحداث المتسلسلة لم تقف تلك المنامات بل استمرت معه مع قصة صاحبي السجن ورؤياهما {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ}، فعبرها يوسف عليه السلام لهما، وأصاب في تعبيره،
ثم استمرت السورة بأحداثها مارة برؤيا ملك مصر {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} وما فيها من الفوائد والدرر التي يطول المقام بذكرها وتفاصيلها المهمة.
بل قد امتن الله على نبيه يوسف – عليه السلام – بتعليمه تأويل الرؤيا كما في قوله تعالى على لسان أبيه نبي الله يعقوب – عليه السلام -: (وكذلك تجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث)، قال المفسرون: إن المقصود بها الرؤيا.
3- ثم إنك بعد هذا لتجد وتقرأ لبعض من رؤى النبي – صلى الله عليه وسلم – في المنام كما في سورة الأنفال (آية 43-44) في غزوة تبوك، حينما رأى عليه الصلاة والسلام الكافرين قلة ليشجع المؤمنين على قتالهم، قال تعالى {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
وأيضاً نجد بشارته تعالى لرسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه بدخول مكة مع أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين معتمرين وتحققت تلك الرؤيا في عام الفتح كما في سورة الفتح (آية 27)، قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}، إلى غير ذلك من الآيات الكريمات في القرآن المجيد.
4- (ثلاثة أقمار سقطت في حجري!)
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجري، فسألت: أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – فقال: يا عائشة، إن صدقت رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال أبو بكر – رضي الله عنه -: يا عائشة، هذا أحد أقمارك وهو خيرها، ثم دفن في بيتها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما..وأيضا رؤيا الرسول فى غزوة بدر بأن عدد الكفار قليل حتى يثبتهم من الخوف الذى اصابهم ” وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) (الأنفال)
كيف تفسر الرؤيا بالقرآن الكريم
تعبير الرؤيا بدلالة أمثال، وتشبيهات، ومجازات، وقصص القرآن الكريم كدلالة
القميص في المنام على الدِّين؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ[الأعراف:26]؛
أو كدلالة العُروة على عروة الوثقى أو الإسلام؛ لقول الله عز وجل: ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ [لقمان:22]؛
أو كدلالة النار على الشعر الأشيب؛ لقول الله تعالى: ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾ [مريم:4]؛
أو كدلالة الجدار على البنوك وحسابات الادخار؛ لقول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا﴾ [الكهف:82]؛
أو كدلالة ساعة الحائط على يوم القيامة؛ لقول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُون﴾ [الروم:14]؛
أو كدلالة السفينة على الضرائب، أو المصادرة، أو التأميم الحكومي؛ لقول الله تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾ [الكهف:79]؛
أو كدلالة البحر على القرآن الكريم؛ لقول الله تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي﴾ [الكهف:109]؛
أو كدلالة النظر للنفس في المرآة بالزوج؛ لقول الله تعالى: ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [الروم:21].
الى اللقاء مع الجزء الرابع الرؤى فى السنة وكيفية تفسير الرؤى بالسنة وبعض رؤيا النبى والصحابة